الخميس , نوفمبر 30 2023
الرئيسية / آراء وتحليلات / أسرار دائرة الوعي ‏

أسرار دائرة الوعي ‏

مدبولي عتمان صحافي مصري ‏

تمر اليوم الذكرى الـ 32 لمقال دائرة الوعي وقلت أنها فرصة لأتحدث مع القراء الأعزاء وتلامذتي النجباء عن كيفية ولادة دائرة الوعي، واستطلع رأيهم فيما إذا كانت قد حققت هدفها، وإلى أي مدى ساهمت في تحقيق هدفها.

أصارحكم أنني شعرت بنوبة خوف عندما طلب منى الكاتب الصحفي والأديب الأستاذ خليل الفزيع رئيس التحرير الأسبق لصحيفة اليوم السعودية كتابة زاوية (مقال،عمود صحفي) مرة كل اسبوع، وكان الخوف وقتها ممزوجًا بالفرح والثقة بالنفس، أما الخوف فمبعثه ثقل المسئولية وأمانة الكلمة التي استشعرتها منذ اليوم الأول للعمل في مهنة القلم وتتزايد قوة استشعار هذه الأمانة مع مرور الايام وسعة الادراك .

أما الفرح فمبعثه أنني صحفي شاب كنت وقتها أبلغ من العمر 34 عامًا ويسند لي كتابة مقال أسبوعي مثل كبار الكتاب وشيوخ مهنة الصحافة.

وقررت بيني وبين نفسي أن يكون مقالي بعنوان غير مسبوق، وأن يحمل مضمونًا هادفًا ويتسق مع العنوان، وأن ألتزم فيه قدر استطاعتي بقول الصدق والدفاع عن الحق.

وجلست طوال أسبوع أبحث عن العنوان، واستشرت الأصدقاء والزملاء، واستخرت الله سبحانه وتعالى، وبعد تفكير عميق استقر اختياري على اسم ( دائرة الوعي ).

وبدأت أكتب (دائرة الوعي) مستعينًا بالله أولًا، ثم بخلفيتي الثقافية، حيث بدأت قراءة الكتب غير الدراسية في سن مبكر وكان عمري 13 عامًا، ثم بخليفيتي الدراسية كخريج كلية اقتصاد وعلوم سياسية قسم العلوم السياسية جامعة القاهرة عام 1976.

ومستعينًا بتجربتي المهنية التي كانت وقتها قصيرة حوالي 8 سنوات؛ لكنها مكثفة لأني كنت وقتها أعمل محررًا بقسم الشئون العربية والدولية بجريدة الجمهورية، وفي نفس الوقت كنت أعمل معدا للنشرات الإخبارية بالإذاعة المصرية ومتحدثًا سياسيًا بها، بالإضافة لعملي كمدير تحرير لصحيفة (ذي ميدل ايست اوبزرفر) وهي صحيفة مصرية اقتصادية تصدر باللغة الإنجليزية أسبوعيًا، وأيضًا ترجمة بعض الكتب من الإنجليزية للنشر بالعربية.

وحرصت على أن يتضمن مقالي (دائرة الوعي)  رؤيتي الخاصة في كل ما يجري على ‏الساحات المحلية والعربية والإقليمية والإسلامية والدولية، وأن أكون مقتنعًا بهذه الرؤية، ومستعدًا لتحمل كامل المسئولية عما أكتب، خاصة وأن ‏رؤيتي محكومة بمعتقداتنا الدينية وبقيم مجتمعنا الأخلاقية ‏وبالمصلحة العليا للبدنا الغالي مصر وللأمة العربية والإسلامية.

وتوقفت دائرة الوعي عدة أشهر عند عودتي من السعودية للعمل بجريدتي الأم جريدة الجمهورية عام 2005، ثم عادت للظهور بمواقفة أخي وصديقي الكاتب الصحفي المحترم محمد على ابراهيم يرحمه الله رئيس تحرير جريدة الجمهورية في ذلك الوقت. وأشهد الله أنه لم يتدخل يومًا لتغيير ولو حرف واحد مما كنت أكتب، ولم يصادر المقال يومًا.

وبعد أن ترك الأستاذ محمد على يرحمه الله الجريدة بعد شهور من ثورة 25 يناير عام 2011، استمرت دائرة الوعي في التواجد بجريدة الجمهورية، وبنفس الرؤية تقريبًا مع بعض العثرات، في ظل كل رؤساء التحرير المتعاقبين كل من: المرحوم الاستاذ محمود نافع، والأستاذ السيد البابلي، والأستاذ جمال عبد الرحيم، والأستاذ فهمي عنبة، وحتى رئيس التحرير الحالي الاستاذ عبد الرازق توفيق.

وكنت وسأظل حريصًا طوال مسيرة دائرة الوعي على بث رؤيتي الشخصية للإعلام لكل القراء و‏تلامذتي في مصر وفي خارجها، وتتركز هذه الرؤية على أن الإعلام ‏رسالة سامية ترتكز على قيمنا الدينية الأخلاقية، وتنطلق من هويتنا الذاتية، وليست مجرد وسيلة ‏لكسب المال أو تحقيق الشهرة.‏

أعترف ولله الحمد، أنني راضي تمامًا عن منهجي ورؤيتي في دائرة الوعي وفي كل كتاباتي ومقابلاتي التليفزيونية، رغم الخسائر المادية والمعنوية ‏‏(ممثلا في الحرمان من المناصب العليا وما تجلبه من منافع).

وغاية ‏الرضا هو الشعور بالتوافق مع النفس، وهو ما لا تحققه عشرات ‏الملايين من الجنيهات الملوثة، بالإضافة لتوريث هذا المنهج لمئات من تلامذتي في مصر والدول العربية والذين يسعدني تواصلهم المستمر معي.‏‏

Aboalaa_n@yahoo.com

شاهد أيضاً

يوم الجمهورية في أذربيجان

  بقلم الدكتور سيمور نصيروف  رئيس الجالية الأذربيجانية في مصر في 28 مايو من كل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *